لقد حاولت التنكر أن فرنسا لم تأق لتمدن بلدنا. فبعد أن أهملت القارة الأمريكية التي لم تقدر جينا أهميتها الإسراتيجية، تمركزت بالجزائر ثم لاحقا بالمغرب وتونس لتبني إمبراطورية واسعة قادرة على حل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية التي بدأت بالظهور، لتي تستطيع مجاراة منافستها الأبدية انجلبرا ولعب الأدوار الأولى في العالم.
ولتحقيق أغراضها، استعملت كل الوسائل، مثل المذابح بالأسلحة، والتجويع والأوبئة أو بإصدار قوانين شائنة تكزس بقاءنا عبيذا لها لأبد.
تلك هي الحقيقة الوحيدة التي يستوجب على شبابنا اليوم أن يعرفها ويعلمها. وأن هذه القاومة الأسطورية هي الورد وعليه أن يحث فيها عن الحوافز اللنزمة التي ستمكنه من العمل في سبيل جزائر ديمقراطية أخوية ومزهرة.
لقد لجأت في إعداد هذا الكتاب إلى ناكرفي وإلى ما اطلعت عليه من كتب رأيت أنها مفيدة من حيث مكانة مؤلفيها وخصوصا أولئك النين رأيت أنهم حرصوا على الكتابة بكل دقة ومنهجية تفرضها كتابة التاريخ.
لقد عملت كل ما بوسعي لأقص ما رأيت، وما لقيت وما أحسست. وأنا ئعرف بنقائهي وهو أنني لم آت بأكر مما كتبه غيري.
لقد بدا لي من الضروري أن أدلي بشهادتي وأن أساهم بهذا الشكل المتواضع في واجب تدوين الذاكرة كما يجب أن يفعل كل من عايش تلك الفترة.
سيعرف أولادنا التاريخ الحقيقي لبلدهم عن طريق ما ينقله العظام، خصوئا الأكثر تواضعا منهم. وسيعرفون دون شك حينئذ كم كانت معركة التحرير خارقة للعادة وكم كان أسلافهم عظاما.
